سعر الدولار اليوم ارتفع سعر الدولار في السوق السوداء في مصر بشكل طفيف خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك على وقع ظهور أنباء بشأن تأجيل مراجع...
سعر الدولار اليوم |
ارتفع سعر الدولار في السوق السوداء في مصر بشكل طفيف خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك على وقع ظهور أنباء بشأن تأجيل مراجعة البرنامج التمويلي المتفق عليه بين مصر وصندوق النقد الدولي.
وأفاد أحد المسؤولين المصريين، بجانب أحد خبراء الاقتصاد، بأن مراجعة الصندوق، التي كان من المتوقع أن تتم في سبتمبر الحالي، قد يتم تأجيلها.
كان من المقرر أن تتم هذه المراجعة في مارس الماضي، ولكنها لم تتم حتى الآن لعدم وفاء مصر بشروط صندوق النقد، وفقًا لتقديرات الخبراء.
بيد أن توقعات فيتش بشأن تراجع الجنيه أمام الدولار الأمريكي إلى مستوى الـ 38 جنيه للدولار الواحد قد ساهمت أيضًا في ارتفاع الدولار بالسوق السوداء.
تأجيل مراجعة الصندوق
كشف مسؤول مصري، اليوم الاثنين، أنه من المستبعد أن يقوم صندوق النقد الدولي بمراجعته لبرنامج مصر في سبتمبر الحالي كما كان مقرراً سابقاً.
وأوضح المسؤول أنه "لا موعد محدد للزيارة حتى الآن، لكنها ستتم هذا العام"، ما يؤشر إلى احتمال خفض سعر الجنيه مجدداً قبل نهاية 2023، وفقًا لما أفادت به "اقتصاد الشرق".
وقال المسؤول أيضًا، إن الحكومة قامت بتنفيذ عدد من الإجراءات المطلوبة من قِبل صندوق النقد الدولي، ومنها طرح عدد من الشركات الحكومية؛ "وهو ما قد يسهل الاتفاق مع الصندوق على تأجيل بعض الطلبات الأخرى".
وفي الوقت نفسه، قال رئيس الجمعية المصرية للاستثمار المباشر سابقا، هاني توفيق، إن تأجيل مراجعة برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي وارد، رغم بيع بعض الأصول الحكومية، والتي لم تكن بالقدر الكافي الذي يتوقعه الصندوق أو المستثمرون.
وأضاف توفيق في مقابلة تلفزيونية، أن الصندوق اتفق على أمور أساسية في برنامج مصر منها انسحاب الحكومة الكامل من المنافسة في النشاط الاقتصادي وطرح بعض الأصول للبيع.
وأوضح توفيق أن حل هذه المشكلة يتمثل في إنشاء صندوق سيادي تؤول إليه كل إيرادات الدولة الدولارية وهذا الصندوق يصدر سندات طويلة الأجل تصل إلى 50 أو 70 سنة، وهذا قد يحقق حصيلة تصل إلى 80 مليار دولار، بما يساعد على سداد الديون قصيرة الأجل لحين عودة تحويلات المصريين بالخارج وارتفاع الاستثمارات الأجنبية.
وأثرت أنباء تأجيل مراجعة الصندوق على تعاملات السوق السوداء للدولار، حيث يشير التأجيل إلى أن مصر ما زالت لم تف بعد بمتطلبات الصندوق، وبالتالي فأزمة شح العملات الأجنبية ما زالت قائمة. ويشير أيضًا التأجيل إلى أن الحكومة لم تجمع حصيلة من العملات الأجنبية عبر مبيعات الأصول تكفي لإدارة تخفيض جديد للجنيه وتغطية الطلب على الدولار بالأسواق.
وبشكل عام، يتراجع الدولار في السوق السوداء كلما كانت هناك أنباء مطمئنة حول وضع الاقتصاد المصري، أو صدور توقعات من مؤسسات وبنوك دولية تفيد بعدم تراجع الجنيه في القريب العاجل، حيث يرتفع العرض ويقل الطلب في هذه الحالة. والعكس صحيح، يرتفع الدولار ويزداد الطلب كلما كانت الأنباء سلبية وغير مطمئنة.
توقعات فيتش
قالت رامونا مبارك، رئيس إدارة المخاطر بمنطقة الشرق الأوسط في فيتش سوليوشنز، إن سعر صرف الدولار مقابل الجنيه يشهد تقلبات منذ منتصف أغسطس آب، متأثراً بارتفاع الطلب عليه نظراً لعدة عوامل.
وأضافت رامونا في تصريحات لـ «CNN الاقتصادية»، أن أبرز هذه العوامل هو التحوط من انخفاض وشيك في سعر الجنيه مع ارتفاع التوقعات بشأن إقدام الحكومة المصرية على خفض جديد للجنيه خلال الفترة من سبتمبر أيلول وأكتوبر تشرين الأول.
وتتوقع مبارك أن تخفض الحكومة المصرية سعر صرف الجنيه مقابل الدولار ليسجل 38 جنيهاً للدولار الواحد، مشيرة إلى أن هذا الخفض سيكون الأخير في حال كان موازياً للسعر في السوق الموازية.
ووفقاً لمبارك فإنه «في حال لم ينخفض الجنيه ليكون موازياً للسعر في السوق الموازية ويُنهي الفجوة بين السعرين، فستكون مصر على موعد مع خفض جديد في العام القادم».
وتشير إلى أن ضعف الموارد الدولارية من التحويلات النقدية بجانب قرب انتهاء موسم السياحة في مصر يضغط على السعر في ظل انخفاض المعروض من الدولار وارتفاع الطلب.
وتغري التوقعات بخفض قريب في سعر الجنيه الأفراد والشركات بالاحتفاظ بسعر الدولار وعدم التفريط فيه للاستفادة من السعر بعد التخفيض، بحسب مبارك.
وتضيف رامونا أن «السلطات المصرية قد تعزز مركزها المالي من العملة الصعبة عبر شراء دولارات من السوق الموازية من خلال مؤسسات وشركات القطاع العام وهو ما قد يخلق طلباً مرتفعاً على الدولار».
وبحسب رامونا فإن «مصر تستطيع التوصل لاتفاق مع صندوق النقد بمجرد خفض سعر الجنيه».
دولار السوق السوداء اليوم
وفي غضون ذلك، ظل سعر الصرف الرسمي ثابتا عند حوالي 30.90 جنيه للدولار منذ أشهر، بينما ارتفع سعر الدولار أمام العملة المصرية في السوق السوداء إلى مستويات الـ 40 مجددًا، حيث يتراوح بين مستويات الـ 38 والـ 40 جنيه للدولار الواحد خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك بعدما كان يتراوح خلال الأيام القليلة الماضية بين مستويات الـ 38 والـ 39 جنيه للدولار فقط.
والجدير بالذكر أن دولار السوق السوداء كان قد ارتفع إلى مستوى الـ 41.5 جنيه للدولار الواحد، ولكنه انخفض من هذا المستوى إلى مستويات أدنى الـ 40 بعد أنباء انضمام مصر لتكتل بريكس، وهو التكتل الذي يهدف إلى تقوية تبادل التعاملات التجارية بالعملات الوطنية، وتخفيف الاعتماد على الدولار بين الدول المشاركة فيه، وأهمها دول التكتل الأساسية وهي الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا.
التعليقات